فى ايامه المبكرة :

ولد رمزى عزوز (نيافة الأنبا يو أنس) فى حى شبرا بالقاهرة وبالتحديد فى المنزل رقم 16 ‏بشارع يلبغا فى 25 ‏أكتوبر 1923 ‏من والدين تقيين . وكان والده محباً لصلوات الأجبية والمزامير التى كان يرددها فى مواقيتها مما رسخ فى نيافته تأثيرات تقوية وهو لا يزال طفلاً .
‏ولما شب حتى وصل إلى المرحلة الثانوية سارع بالإنضمام لفصول مدارس الأحد بكنيسة الملاك ميخائيل بطوسون فى عام 1937 ‏وبعد فترة صغيرة أصبح خادماً فى نفس الكنيسة عام 1942 ‏ وإرتبط بخدمة فصل القديس أبو مقار . ونظرأ لنشاطه الواضح منذ صباه لم يكتف بالخدمة فى مكان واحد فخدم أيضأ بكنيسة الأنبا أنطونيوس وكنيسة القديسة دميانة بشبرا وفى عام 1948 ‏بدأت الخدمة ببيت مدارس الأحد بروض الفرج . وإنتقل فصل القديسأبو مقار إلى بيت مدارس الأحد . وهناك إشترك فى خدمة هذا الفصل مع الأستاذ نظير جيد (قداسة البابا شنواه الثالث _ أطال الله حياته ) .
‏وفى أثناء خدمته ببيت مدارس الأحد بدأ يشارك فى تحرير مجلة مدارس الأحد وكان يكتب بالذات عن سير القديسين الذين أحبهم ونذكر من ضمن ما كتب مقالات عن (القديس أرسانيوس معلم أولاد الملوك , والقديس غريغوريوس صانع العجائب , والقديس ايلاريون , والقديس بولس البسيط ) . وفى أثناء هذه الفترة المباركة عايش كثيراً , المتنيح القمص ميخائيل إبراهيم والذى كان فى ذلك الوقت ( ميخائيل أفندى ابراهيم ) وكان كلاهما يعمل موظفاً فى مدينة ههيا بالشرقية
حصل الشاب رمزى عزوز على ليسانس الآداب قسم التاريخ من جامعة القاهرة عام 1952 ‏وعمل مباشرة مدرساً للتاريخ بمدرسة الملك الكامل بالمنصورة فى أعوام 1953 ‏، 54 ‏, 55 ‏. وخلال عمله بالمنصورة كان يخدم فى حقل الشباب والطلبة والمغتربين خدمة كبيرة لا يزال أثرها واضحاً فى إرتباط الكثيرين منهم بنيافته حتى نياحته .


الى برية شيهيت :


كان الأستاذ رمزى عزوز يتردد كثيراً على دير السيدة العذراء ( السريان ) منذ عام 1947 ‏يقضى به فترات الصيف خاصة أثناء إشتغاله بالتدريس . وفى صيف عام 1955 ‏ذهب إلى الدير كعادته وكان يزور فى هذه المرة صديقه قداسة البابا شنوده الذى كان قد سبقه إلى هذه الحياة النسكية فى العام السابق 1954 ‏, وترهب باسم الراهب أنطونيوس السريانى . وبإعلان إلهى مع الإستعداد الروحى في شخصية الخادم رمزى عزوز ومحبته لحياة الرهبنة إختار أن يبقى بالدير ليحيا حياة التأمل الدائم فى الله ، وبالفعل سيم راهباً باسم الراهب شنودة السريانى بيد مثلث الرحمات الأنبا ثاؤفيلس أسقف الدير فى ذلك الوقت . ومما يذكر أن أحد محبيه والذى يعلم حبه لسير الآباء النساك لما زاره بالدير قل له : سنرى مؤلفاً ضخماً عن الأنبا شنودة رئيس المتوحدين الذى هو شفيعك ، فكان رد الراهب شنوده السريانى: أنا لم أحضر لكى أكتب عن الأنبا شنودة ، بل لأحيا حياة الأنبا شنودة.


الراهب شنودة السريانى ... ومجالات متعددة للخدمة ... :


بدأ الراهب شنوده السريانى فى حمل صليب الألم مبكراً بعد دخوله الدير إذ ألمت به آلام مبرحة فى العمود الفقرى إضطر بسببها للنزول إلى القاهرة للعلاج والفحص . وقد كان نزوله هذا سبب بركة لكثيرين إذ أسند إليه الإشراف الروحى على طلبة الكلية الإكليريكية بالقاهرة , وزامله فى هذا العمل المتنيح نيافة الأنبا صموئيل (القمص مكارى السريانى) وظل مشرفً روحياً لسنوات طويلة و تتلمذ على يديه الكثيرين ممن صاروا فيما بعد كهنة بالقاهرة والاقاليم .
فى أثناء هذا سيم قساً فى 16 ‏/ 9 / 1956 ‏بكنيسة السيدة العذراء بالعزباوية مقر دير السريان بالقاهرة بيد نيافة الأنبا ثاؤفيلس أسقف الدير . ومن وقتها كان أب إعتراف لكثيرين من طلاب الكلية الإكليريكية وغيرهم ومرشداً روحياً لهم .
‏كان القس شنودة السريانى يتميز بالحنو والعطف مع الحزم والقوة . فكان يتعامل مع طلاب الكلية الإكليريكية كأب ومرشد ومعلم يعد جيلاً من الخدام ممن سينالون درجة الكهنوت ويصيرون آباء بالكنيسة
‏ونظرا لمواهبه المتعددة أسند إليه تدريس مادة اللاهوت الروحى . . وكان ذلك دافعاً له لتأليف الجزء الأول من كتاب بستان الروح عام 1960 ‏الذى أصبح مرجعا أساسيا فى الحياة الروحية 0 ‏وقد أعقبه بعد ذلك صدورا لجزء الثانى المكمل له عأم 1963.
ورغم إنشغاله بالإشراف الروحى والتدريس بالكلية الإكليريكية إلا أنه كان يتردد على الدير كثيراً ويقضى به فترات طويلة . وفى أثناء إقامته بالدير أسند إليه نيافة الأنبا ثاؤفيلس الأعمال الآتيه :

  • ‏عهد إليه بأن يكون أمينا للدير (الربيته) لعدة مرات .
  • ‏ أسند إليه إستقبال الزوار خاصة الأجانب نظرا لأتقدنه اللغات الأجنبية .
    ويذكر أن أحد الزوار الأجانب سأله قائلاً : هل لديكم تليفون بالدير؟ . فكان رد القمص شنودة السريانى : نعم ولكنه يتصل بالسماء فقط! كان شغله منذ زمن طويل هو السماء .
  • ‏ أسند إليه بالتعاون مع قداسة البابا شنودة الثالث ( الراهب أنطونيوس السريانى ) إعداد مكتبة الدير التى كانت وماتزال تضم مجموعة ضخمة من الكتب والمخطوطات وقد بذل جهداً كبيراً فى فهرستها وتسقيها وتبويبها .
  • ‏كان يقوم بالتعاون مع الآباء الرهبان فى إصدار مطبوعات بإسم الدير فمثلاً دون سيرة حياة القديس باسيليوس الكبير كمقدمة لكتاب قوانين باسيليوس الذى أعده للطبع قداسة البابا شنودة الثالث . كما كتب الكثير من السير التى كان الدير يطبعها فى ذلك الوقت كسيرة مار افرام السريانى وغيرها .
  • ‏خلال فترة رهبنته وتواجده سواء بالدير أو القاهرة كان مرشداً روحياً للعديدين من الشباب والخدام وساعد على ذلك قيامه بالإشراف على بيت الخلوة فى الدير والذى كان فى ذلك الوقت , يكاد يكون بيت الخلوة الوحيد الذى يتردد عليه شباب وخدام الخمسينات والستينات . ولشدة حماسه لفكرة هذا البيت قال لنيافة الأنبا ثاؤفيلس :
    يا سيدنا الله سيكافئك- إلى جانب أعمالك المجيدة فى تعمير الدير - مكافأة خاصة لإنشاء بيت الخلوة الذى يتعرف فيه الكثيرون على الله ويبدأوا حياة التوبة الحقيقية
    لقد كان وجود القمص شنواه السريانى كراهب بالدير حافزاً لكثيرين لزيارة الدير والإختلاء الروحى والتعرف على كاتب بستان الروح .


كانت حياته فى الدير مسار تقدير كل الرهبان . . وكان لقداس القمص شنوده السريانى مكانة خاصة من جهة ألحانه وروحانيته . ولا يزال الرهبان يذكرون قداساته التى كان يصليها بمغارة الأنبا بيشوى بدير السريان فى عيده
ونظراً لمحبته وإلمامه بالطقوس كان يقوم بتسليم طقس القداس للرهبان الجدد فى الفترات التى كان مقيماً فيها بالدير


فى سكرتارية المتنيح البابا كيرلس السادس :

عندما شاءت العناية الإلهية بأن يكون الراهب مينا المتوحد بطريركاً باسم البابا كيرلس السادس فى عام 1959 ‏إختار القس شنودة السريانى ليكون أحد سكرتاريه الأربعة... فإنتقل للبطريركية ليواصل العمل الشاق فى سكرتارية قداسة البابا رغم ظروف آلام ظهره .. وكان يلبس حزاماً من الحديد كمسند لظهره لكى يستطيع أن يبقى واقفاً أو مصلياً لمدة طويلة . وكان يحس بيد الله الحانية .. كما سمعنا عنه , وفى بداية عمله فى سكرتارية قداسة البابا انكسر هذا الحزام وظل تحت الاصلاح لمدة ثلاثة أسابيع لم يشعر خلالها الراهب شنوده بأية أوجاع عالما أن يج الله كانت تسنده وتؤازره .
 وفى عام 1962 ‏نال درجة الإيغومانسية (القمصية) بيد نيافة الأنبا ثاؤفيلس اسقف الدير .
أنتدبه المتنيح البابا كيرلس فى أول عمل مسكونى ليمثر الكنيسة فى مؤتمر بجنوب أفريقيا وروديسيا، وخلال مروره بالسودان خدم هناك عدة شهور وظلت آثار هذه الخدمة باقية حتى نياحته فى إرتباط الكثيرين به بعد سنوات عديدة .
‏  لم يكن القمص شنوده يشفق على نفسه رغم الآلام الشديدة التى أبتدأ يعانى منها، فاضطر للسفر للخارج عام 1964 ‏حيث سافر إلى لندن لإجراء عملية جراحية فى العمود الفقرى كانت تعد من أخطر العمليات (فى ذلك الوقت) بعد أن كادت هذه الآلام تهدد جسده وتعرضه للشلل. وقد نجحت هذه العملية الخطيرة التى أجريت له وعاد من لندن عام 1965 ‏وهو لا يدرى أنه سيعود إليها فى عملية أخطر عام 1985 ‏بعد 20 ‏عاما امتداداً لرحلته الطويلة مع الالم؟ والتى استراح منها بنياحته فى عام 1987 ‏. ‏وفى هذا كله كان يسلم حياته بين يدى الله فأعطاه الله عمراً ليكمل سعيه بسلام.
‏ عاد القمص شنوده السريانى للقاهرة ليدرس مادة التاريخ الكنسى بالكلية الاكليريكية إلى جانب الإشراف الروحى على الطلاب . ولما أحس أن مجال الكتابة فى تاريخ الكنيسة بطريقة علمية لايزال حقلاً بكراً عكف على إخراج مؤلفاته عن تاريخ الكنيسة وبدأها بكتابه الإستشهاد فى المسيحية عام 1969 ‏ثم أعقبه بعد اعتكاف بالدير بكتاب الكنيسة المسيحية فى عصر الرسل عام 1971 ‏، ثم أصدر بعد ذلك مذكرات أخزى عن الرهبنة القبطية 0 عصر المجامع, وتاريخ الكنيسة القبطية بعد مجمع خلقيدونية وكان يقضى فى إعداد هذه الكتب ساعات طويلة كل يوم .
‏ وهكذا كانت حياة الراهب القمص شنوده السريانى فى الفترة من 1955 إلى 1971 ‏ْْ( أى حوال 16سنة) حافلة بألوان النشاط والخدمة والتأليف والتدريس والعمل الروحى والتدبير الكنسى إلى أن سمحت العناية الالهية بإختياره لعمل الأسقفية المبارك ليقضى 16 ‏سنة أخرى من 1971 ‏إلى 1987 ‏فى سلسلة جديدة من الجهاد المضنى الذى. لم يتوقف.


الانبا يوأنس فى عهد قداسة البابا شنودة الثالث :

بإختيار العناية الإلهية لقداسة البابا شنوده ليصير بطريركاً للكرازة المرقسية، إختار قداسته رفيق الخدمة والرهبنة القمص شنوده السريانى ليكون سكرتيراً له ..
‏وبعد تنصيب قداسة البابا شنوده فى 14 ‏نوفمبر 1971 ‏كان أول أسقف يسام بيد قداسته هو نيافة الأنبا يو أنس أسقفاً على الغربية فى 12 ‏/ 12 ‏/ 1971 ‏الموافق 3 ‏كيهك (عيد دخول السيدة العذراء إلى الهيكل) .. وكان شريكه فى السيامة نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح .
ونظرا لما كان يتمتع به نيافه الأنبا يو أنس من فضانل ومواهب متعددة أسند إليه قداسه البابا شنوده أعمالاً هامة تختص بتدبير الكنيسة كلها :

  • ‏فقد أسند إليه سكرتارية المجمع المقدس عام 1972 ‏وظل يقوم بأعباء هذا المنصب لمدة 12 ‏عاماً متواصلة كان يقوم خلالها بالمهام الى تسند إليه من قبل قداسة البابا .
  • كما أسند إليه أيضاً رئاسة المجلس الإكليريكى للاحوال الشخصية وكان يسافر من مقر ايبارشيته للقاهرة أسبوعياً للقيام بهذا العمل إلى جانب التدريس بالكلية الإكليريكية بالقاهره بقسميها النهارى والمسائى والمعاهد المتخصصة .
  • ‏اختاره قداسة البابا أيضاً عضواً بهيئة الأوقاف القبطية .
  • كما أختاره عضواً بلجان الحوار مع الكنيسه الكانوليكية سواء على المستوى المحلى بالقاهرة، أو على المستوى الدولى فى اللقاءات بالفاتيكان بين الكنيستين القبطيه والكاثوليكية.
  • أنابه قداسه البابا لإداره شئون الكنيسة أثناء رحله قداسته إلى أرمينيا وروسيا عام 1972م
  • رافق قداسة البابا فى رحلته التاريخية للفاتيكان لإحضار رفات القديس أثناسيوس الرسولى عام 1973 ‏
  • ‏أوفده قداسه البابا شنوده للذهاب إلى فرنسا لتفقد أحوال الآباء الأساقفة الفرنسيين قبل ضمهم للكنيسة وقدم لقداسته تقريراً مفصلاً رسم بعدها الأ ساقفه الفرنسيين وأنضموا إلى الكنيسه .
  • ‏أحضر رفات القديس الكارز بولس الرسول من الخارج فى أواخر ديسمبر سنة 1973 ‏وحفظ بمزار لائق به بكاتدرائية ماربولس بطنطا ليتبارك منه كل الشعب .
  • سافر فى عام 1975 ‏موفدأ من قداسه البابا لتفقد كنائس المهجر فى أمريكا وكندا وحل مسائل الأحوال الشخصيه هناك .
  • رافق قداسه البابا فى رحلته الر عومه إلى أمريكا عام 1977 ‏ثم فى رحله إلى السو ادن فى عام 1979 ‏.
  • مثل الكنيسه القبطيه فى المحافل والمؤتمرات الدولية ومجالس الكنائس على مختلف المستويات سواء مجلس الكنائس العالمى، أو مجلس كنائس الشرق الأوسط ؟ أو لقاءات الكنائس الأرثوذكسية وكان آخرها بكييف بروسيا عام 1982 ‏.
  • ونعود مرة أخرى لأعماله الرعوية داخل الإيبارشية : ففى خلال فترة حبريته قام بسيامة 34 ‏كاهناً لمختلف بلاد الإيبارشية منهم 14 ‏كاهنآ فى طنطا .
  • ‏تم فى عهده بناء 6 ‏كناس جديدة فى مقدمتها كاتدرائية القديس العظيم ماربولس والتى تفضل قداسة البابا بوضع حجر الأساس لها فى 2 ‏نوفمبر سنة 1974 ‏. وبدأت الصلاة فيها فى الطابق الأول 19 ‏يوليو سنة 1975 ‏ثم فى الدور العلوى فى 12 ‏يوليو سنة 1981 ‏.
  • كما تم فى عهد نيافته شراء كنيسة مارمينا بطنطا وأخرى بمدينة زفتى على اسم مارجرجس وتجديد خمسة كناس تجديداً كاملاً .
  • ‏اهتم نيافته بتجديد دار المطرانية فقام ببناء مبنى ضخم ملحقا بها به قاعة كبرى للاستقبالات وحجرات متعددة لانشطة الخدمة القروية والتربية الكنسية ومختلف الأ نشطة
  • ‏اهتم ببناء بيت للمكرسات أمام كاتدرائية القديس بولس الرسول .
  • ‏فى عهده تم افتتاح فرح الكلية الإكليريكية بطنطا وقد تم ذلك فى احتفال رائع رأسه وشرفه قداسة البابا شنوده الثالث فى سبتمبر سنة 1976 , ثم ألحق بها بعد ذلك معهدان أحدهما للخدمة ( لحملة المؤهلات المتوسطة) والآخر للالحان (لكافة الشعب) .
  • ‏اهتم بخدمة الوعظ والتعليم لشعبه فكان يعقد اجتماعاً أسبوعياً كل يوم جمعة بكاتدرائية مارجرجس علاوة على نهضة سنوية فى آحاد الصوم الكبير تلك التى خرجت محاضرتها فى 11 ‏مؤلفاً نفيساً . هذا إلى جانب اجتماع آخر يعقد كل يوم خميس بمدينة المحلة الكبرى .
  • اهتم بخدمة القرية اهتماماً كبيرا شملت كل قرى الإيبارشية وقد تأسست مذابح جديدة فى عهده حتى وصل عددها 22 ‏مذبحاً بقرى الإييارشية .
  • تمتعت الغربية فى عهده بجو من المحبة والسطم مع جميع المواطنين . وكانت له علاقاته الوطيدة وصداقاته الطيبة مع الأخوة المسلمين على كافة المستويات وكان يبادلهم الزيارات. وتكلم فى إحدى اللقاءات بدعوة من جمعية الشبان المسلمين عن عطاء مصر الروحى.
  • ‏اهتم بإنشاء مركز للسمعيات والبصريات بدار المطرانية ليساعد الخدام فى الخدمة بالقرى ومدارس الأحد . وايماناً بأهمية الرسالة الصوتية فى هذا العصر .
  • كان رائداً للعمل الإجتماعى والخيرى . وقدمت له ميدالية العمل الإجتماعى أكثر من مرة. كما كان يهتم بالجمعيات والملاجئ القبطية لعلمه برسالة هذه الجمعيات وتقديره لأهميتها .
  • أهتم بتعمير دير مارمينا الأثرى بإبيار وبناء بيت الخلوة والضيافة فيه وافتتح عام 1980 ‏ليستقبل عشرات الأفواج من الشباب والخدام فى كل عام وكانت تأتى له الأفواج من كل البلاد وفروع الخدمة والكنائس .
    إعداد مزاراً ضخما ولائقاً للقديسة الشهيدة رفقة بكنيستها بسنباط ليسع ألوف الزوار الذين يتوافدون للتبرك بها مع 14 جسد شهيد يحويهم نفس المزار

رحلته الاخيرة مع الألم :

بدأت رحلته الأخيرة مع الألم بمعاناة شديدة من آلام الذبحة الصدرية فى نوفمبر 1982 وظل يقاوم ويتحمل على مدى ثلاثة سنوات وهو مستمر فى خدمته وحمل الأمانة.
إضطر أخيراً تحت وطأة الألم للسفر إلى لندن فى سبتمبر عام 1985 ‏حيث أجرى له الأستاذ الدكتور مجدى يعقوب جراحة فى القلب يوم 2 ‏أكتوبر غير بها ثلاثة شرايين فى القلب . وبعد عودته إجتاز مرحلة حرجة بمعجزة إلهية إذ نجا من آثار إلتهاب رئوى خطير لازم بسببه الفراش حوالى أكثر من شهرين . وكأن المصباح كان لا يزال به زيتاً ويشاء الرب أن يستمر فى ضيائه .
‏ إستعاد صحته وبدأ يباشر مهام الأسقفية بجهد كبير لا يتحمله هذا القلب. . ظل يكرز بالكلمة ويعظ ويصلى ويؤلف ويزور ويفتقد ويقابل شعبه ويواسى الحزانى ويحل المشكلات ويعقد اللقاءات حتى كان يوم الأربعاء 4 ‏نوفمبر سنة 1987 ‏.


وداعاً الى المجد :

فى صبيحة يوم الأربعاء 4/ 11 ‏/ 1987 ‏ولم يكن نيافة الأنبا يوأنس يشكو من شئ سوى دور برد خفيف لازم بسبه الفراش لبضعة أيام . . وظل يستقبل زائريه كالمعتاد وكانت آخرهم الأستاذة عنايات أبو اليزيد عضو مجلس الشعب السابق . . وبعد إنصرافها بقليل فى الواحدة ظهرا فاجأته أزمة قلبية لم تمهله دقائق وأسلم روحه الطاهرة بيد الرب فى خفة الملائكة ووداعة الحملان وهو راقد على فراشه فى منظر ملائكى عجيب .. كان وجهه مضيئاً ويداه كالشمع الأبيض .
وقد طار الخبر بسرعه إلى كل مكان وإلى المقر البابوى حيث تأثر بشدة قداسة البابا شنوده فور سماع الخبر وطلب فى الحال من نيافه الأنبا باخوميوس مطران البحيرة التوجه لمطرانيه الغربيه ولحقه بعد ذلك من القاهره مجموعه من الأحبار الأجلاء أصحاب النيافه الأنبا بيشوى مطران دمياط وكفرالشيخ ورئيس دير القديسة دميانة والانبا بنيامين اسقف المنوفية والانبا سرابيون اسقف لوس انجلوس والانبا بيسنتى اسقف حلوان . وفى دقائق معدودة اكتظت المطرانية وكاتدرائية ماربولس بجماهير غفيرة من الشعب التى اتت من كل مكان لتنال بركة اسقفها .
‏ بدأ الإحتفال بتوديع الجسمان الطاهر بنقله من دار المطرانيه إلى كاتدرائيه ماربولس الرسول محمولاً بيد أبنائه الكهنه والشمامسهظلت تتلى صلوات التسبحه طوال الليل بحضور الاباء الكهنه والشمامسه والخدام ثم أقيم القداس الالهى بالكاتدرائيه فى صبيحة يوم الخميس ورأس الصلاة نيافه الأنبا باخوميوس مطران البحيره .
‏وظل الجسد الطاهر على مرأى من الشعب ليتبارك منه الجميع وسط قراءات وفصول منتخبه من الكتاب المقدس مع صلوات وألحان . . .
وفى تمام الساعه الثالثة من ظهر الخميس 5/11/1987 ‏بدأ الموكب الكبير من كاتدرائيه ماربولس متجهاً إلى كاتدرائية مارجرجس بأبى النجا يضم العديد من الآباء الأساقفة وعشرات الكهنه والشمامسه وألوف من السعب وتقدم الموكب مندوباً عن السيد الرئيس حسنى مبارك اللواء أسامة عبد الجواد مدير امن الغربية فى ذلك الوقت والمهندس إبراهيم الذهبى مندوباً عن الدكتور يوسف والى أمين الحزب الوطنى ونائب رئيس الوزراء واللواء فوزى الزكى مندوبأ عن السيد اللواء زكى بدر وزير الداخلية فى ذلك الحين والسيد المستشار فكرى عبد الحميد محافظ الغربية فى ذلك الوقت ورؤساء الهيئات والمصالح وشيوخ المسلمين وأعضاء مجلسى الشعب والشورى وألوف مؤلفة من الشعب الوفى الذى يحب أسقفه ويذكر محبته وخدماته .
وفى تمام الساعة الرابعة وصل الموكب إلى كاتدرائية مارجرجس بأبى النجا ودخل الجسمان الطاهر إلى الكينسه فى صعوبة بالغة وتجمهر ضخم واقيمت صلوات التجنيز برئاسة قداسة البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث وحضرها 22 ‏أسقفاً وأكثر من 120 ‏كاهناً والعديد من الشعب مسيحيين ومسلمين .
‏وبعد أن ختمت الصلوات بكلمة العزاء من فم قداسة البابا المعظم زف الجسد الطاهر فى هيكل كاتدرائية مارجرجس ثم أودع فى مقبرة الآباء الأساقفة تحت المذبح إلى جوار أجساد الآباء الأساقفة السالفين . وكانت اللحظات الأخيرة فى الساعة السادسة مساء الخميس 5 ‏/ 11 / 1987 ‏.
‏وداعأ يا أبانا الأسقف العظيم إلى المجد سنظل نتنسم رائحتك الزكية فى أعمالك وسيرتك العظيمة الطاهرة فنتعزى بها وننظر إلى نهاية سيرتكالعطرة ونتمثل بإيمانكالعظيم . أذكرنا أمام عرش النعمة .

 









 


تحت إشراف الاستاذ
 جرجس صالح
 الامين العام لمجلس كنائس الشرق الاوسط واستاذ مادة العهد القديم فى الكليات الإكليريكية والمعاهد الدينية
 وابن شقيقة مثلث الرحمات
 الانبا يوأنس
اسقف الغربية


 


Designed and Hostd By : alpha4host